الانسان ما لم يعلم) (1).
9. اختلاف اللغات والصور إن اختلاف لغات الناس وصورهم وألوانهم واحدة أخرى من دلائل معرفة الخالق - جل وعلا -، فإذا كان الصانع مجردا من الشعور حاله حال المصانع الانتاجية الأخرى فإن إنتاجه سيكون بلا شك على وتيرة واحدة ونمط واحد.
ومن جهة أخرى فإن الحياة الاجتماعية لا يمكن أن تتيسر دون تهيئة الأسباب التي تؤدي إلى معرفة الناس بعضهم لبعض، فلو فرضنا أن كل الناس في مجتمع ما قد خلقوا على شكل واحد، وقيافة واحدة، ولون واحد، ونبرة صوتية واحدة بحيث لا يمكن التمييز بين شخص وآخر؛ الوالد عن الولد، والزوجة عن غيرها، والمجرم عن البريء، والآمر عن المأمور، والرئيس عن المرؤوس، الدائن عن المدين، والصديق عن العدو، فكيف يمكن تصور العيش في مثل مجتمع هكذا؟
وفي هذا الاتجاه يؤكد القرآن الكريم: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلف ألسنتكم وألوانكم (2) إن في ذلك لآيات للعلمين) (3).