موسوعة العقائد الإسلامية - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٦٠
الانسان ما لم يعلم) (1).
9. اختلاف اللغات والصور إن اختلاف لغات الناس وصورهم وألوانهم واحدة أخرى من دلائل معرفة الخالق - جل وعلا -، فإذا كان الصانع مجردا من الشعور حاله حال المصانع الانتاجية الأخرى فإن إنتاجه سيكون بلا شك على وتيرة واحدة ونمط واحد.
ومن جهة أخرى فإن الحياة الاجتماعية لا يمكن أن تتيسر دون تهيئة الأسباب التي تؤدي إلى معرفة الناس بعضهم لبعض، فلو فرضنا أن كل الناس في مجتمع ما قد خلقوا على شكل واحد، وقيافة واحدة، ولون واحد، ونبرة صوتية واحدة بحيث لا يمكن التمييز بين شخص وآخر؛ الوالد عن الولد، والزوجة عن غيرها، والمجرم عن البريء، والآمر عن المأمور، والرئيس عن المرؤوس، الدائن عن المدين، والصديق عن العدو، فكيف يمكن تصور العيش في مثل مجتمع هكذا؟
وفي هذا الاتجاه يؤكد القرآن الكريم: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلف ألسنتكم وألوانكم (2) إن في ذلك لآيات للعلمين) (3).

١. راجع: ج ٣ ص ١٥٤ " أداة التعلم ".
٢. فسرت الألوان بمعنيين، الأول: اختلاف الصدر، والثاني: اختلاف الألوان، وكلاهما صحيحان، فإن اختلاف الألوان في كلا المعنيين من أدلة التوحيد ومعرفة الله سبحانه. راجع: مفردات الراغب، مادة " لون "، التفسير الكبير ٢٥: ٩٢، تفسير الجواهر ١٥: ٤٩٩، التفسير الأمثل (ذيل الآية) وغيرها.
3. راجع: ج 3 ص 144 " اختلاف الألسنة والألوان ".
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست