تأملات حول آيات معرفة الله في خلق الأزواج إن قانون الزوجية العامة الذي يحكم عالم المادة، هو أهم القوانين التكوينية لخلق العالم؛ لأن وجود عالم المادة وبقاءه رهن بهذا القانون، ومما تجدر الإشارة إليه هو أن اكتشاف هذا القانون في الوقت الحاضر حصيلة لمساع علمية حثيثة استمرت لعدة قرون، فحسبا لقول إنشتاين:
لقد أدرك البشر بعد مضي 2500 سنة من البحث والدراسة أسرار قلعة الذرة، فتوصل إلى أن جميع العالم المادي يتكون من الذرة، وأن الذرة تتكون من اتحاد الألكترون والبروتون، وأن وجود المادة وبقاءها رهن بحالة الاتصال والتجاذب القائمة بين نوعين متضادين، الأول موجب، والآخر سالب، بينما يظهر من القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا بأن خلق العالم قائم على أساس الزوجية.
وأن حكمة قانون الزوجية العامة وفلسفته هو تذكير الإنسان ولفت انتباهه إلى الخالق الحكيم جلت قدرته، والتحرك في الاتجاه الذي رسمه لضمان سعادة البشر، قال تعالى: (ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون * ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) (1).