واحد، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: " إن الأسماء صفات وصف بها نفسه ". (1) وعندما سأل محمد بن سنان الإمام الرضا (عليه السلام): ما الاسم؟ قال: " صفة الموصوف ". (2) بناء على ما سبق ذكره فإن جميع أسماء الله صفاته، وكل صفاته أسماؤه. وقد جاء الفصل بين الأسماء والصفات في تقسيمات هذا الكتاب بناء على ما اقتضاه نظم التأليف وليس من باب الفصل في المعنى.
بناء على المعنى اللغوي للاسم والصفة، وانطلاقا من وحدة مصداقهما بشأن الله تعالى، نستنتج في ضوء الأحاديث الواردة في هذا المجال أن أسماء الله هي من نوع صفاته، وأنه تعالى ليس له أسم إلا ويحمل صفة من صفاته. ومن هنا فإن الله سبحانه وتعالى ليس له اسم علم جامد غير مشتق جاء كعلامة له فقط من غير أن ينطوي على وصف من أوصافه، ويمكن القول بعبارة أخرى: إن الاسم بشأن الله مقيد، وكون أسماء الله علامة هي من جهة كونها ذات دلالة على وصف خاص به.
وسنرى عند تفسير لفظ الجلالة " الله " أن لهذا الاسم جذر اشتقاقي أيضا، وقد ذكرت الأحاديث الشريفة جذورا مختلفة له. (3) قال العلامة الطباطبائي في بيان معنى الأسماء الحسنى: " نحن أول ما نفتح أعيننا ونشاهد من مناظر الوجود ما نشاهده يقع إدراكنا على أنفسنا وعلى أقرب الأمور منا، وهي روابطنا مع الكون الخارج من مستدعيات قوانا العاملة لإبقائنا،