موسوعة العقائد الإسلامية - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٣٧٥
ووصف نفسه بغير محدودية، فالذاكر الله غير الله، والله غير أسمائه، وكل شيء وقع عليه اسم شيء سواه فهو مخلوق.
ألا ترى إلى قوله: " العزة لله، العظمة لله " وقال: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (1) وقال: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى) (2) فالأسماء مضافة إليه، وهو التوحيد الخالص. (3) 3932. عنه (عليه السلام): اسم الله غير الله، وكل شيء وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق ما خلا الله، فأما ما عبرت الألسن عنه أو عملت الأيدي فيه فهو مخلوق والله غاية من غاياه، والمغيى غير الغاية، والغاية موصوفة، كل موصوف مصنوع، وصانع الأشياء غير موصوف بحد مسمى، لم يتكون فتعرف كينونته بصنع غيره، ولم يتناه إلى غاية إلا كانت غيره، لا يذل من فهم هذا الحكم أبدا، وهو التوحيد الخالص، فاعتقدوه وصدقوه وتفهموه بإذن الله عز وجل.
ومن زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك؛ لان الحجاب والمثال والصورة غيره، وإنما هو واحد موحد، فكيف يوحد من زعم أنه عرفه بغيره، إنما عرف الله من عرفه بالله فمن لم يعرفه به فليس يعرفه، إنما يعرف غيره، والله خالق الأشياء لا من شيء. يسمى بأسمائه فهو غير أسمائه والأسماء غيره، والموصوف غير الواصف.

١. الأعراف: ١٨٠.
٢. الإسراء: ١١٠.
٣. التوحيد: ٥٨ / ١٦، بحار الأنوار: ٤ / 160 / 5.
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 379 380 381 ... » »»
الفهرست