كثيرا في إيصال الماء زائدا عن الإسباغ المطلوب " (1).
د - عاقبة التعمق في الدين الطائفة الرابعة: الأحاديث التي ترى أن عاقبة التطرف والإفراط الديني هي الخروج من الدين، كما نقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله:
" إن أقواما يتعمقون في الدين يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية " (2).
ونلاحظ في ضوء ما تقدم أن التعمق في معرفة الله والشؤون الدينية، كما تفيده ثقافة الحديث في الإسلام ليس مذموما فحسب، بل محظور مذموم أيضا. وما ورد في كلام الإمام زين العابدين (عليه السلام) " إن أقواما سيتعمقون في آخر الزمان " يعبر عن انحرافهم العقيدي، إذ إن الله تعالى أنزل سورة التوحيد والآيات الأولى من سورة الحديد لئلا يعم انحرافهم.
إن ما جاء في ذيل كلام الإمام (عليه السلام) إذ قال: " فمن رام وراء ذلك هلك " يدل على أن المسلمين يجب أن يكتفوا في معرفة صفات الله، بما ورد في هذه الآيات وما وضحه أهل البيت (عليهم السلام) في هذا المجال، ولا يسبروا الغور في المباحث التي لا يبلغ عمقها فكرهم (3)، فلا عاقبة للتعمق في ذات الله سبحانه وصفاته إلا الهلاك.
راجع: ج 2، ص 160 " خطر التعمق ".