وكانت رايته راية دنيا وهو ولم يكن للدين فيها أدنى نصيب...
من هنا فإنه يمكن القول أن معاوية ربما يكون أول من ابتدع قاعدة الغاية تبرر الوسيلة وعلى أساسها حطم القيم والمبادئ وانتهك الحرمات وأراق الدماء ونقض العهود وغدر بالمسلمين وبدل أحكام الدين..
ولقد استعان معاوية بشرار الخلق من أجل تصفية المعارضين والقضاء على شيعة الإمام علي ومحو ذكره...
وعلى رأس الذين استعان بهم معاوية في تصفية المسلمين الملتزمين بالإسلام النبوي من أنصار الإمام، بسر بن أبي أرطاة، تلك الشخصية الدموية التي لم ترحم شيخا، ولا امرأة، ولا طفلا وارتكب من الفظائع والمنكرات ما تقشعر لها الأبدان...
تروي كتب التاريخ أن معاوية أرسل بسر بن أبي أرطاة ليستخلص الحجاز واليمن من الإمام علي. ولما دخل المدينة صعد منبرها وقال:
أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس (يعني عثمان) ثم قال:
يا أهل المدينة عليكم ببيعة معاوية وأرسل إلى بني سلمة فقال ما لكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله وكان من شيعة الإمام ثم قام بهدم دورا بالمدينة. وانطلق إلى مكة ففر منه أبو موسى الأشعري فقيل ذلك لبسر، فقال:
ما كنت لأقتله وقد خلع عليا.
وأتى إلى اليمن فقتل عاملها وابنه ثم قتل ابنان صغيران لعبيد الله بن عباس الذي كان قد فر من وجهه إلى الكوفة. وقد صاحت في وجه بسر امرأة من بني كنانة قائلة في غضب:
يا هذا قتلت الرجال فعلام تقتل هذين والله ما كانوا يقتلون في الجاهلية والإسلام. والله يا بن أبي أرطاة إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الصبي الصغير والشيخ.