وزر وذنب مقتل المسيح وصلبه. وهذا الأصل المتغلغل في وجدان المسيحيين منذ نشأة المسيحية، وبسببه ظلوا يحملون الكراهية والبغضاء وصنوف الحقد والاضطهاد لليهود طوال عشرين قرنا من الزمان، حتى أصدرت دولة الفاتيكان " الرئاسة البابوية الروحية للمسيحيين الكاثوليك في روما " وثيقة تبرئ اليهود من هذا الوزر الكبير في معتقدهم.
ومما يدعو إلى الدهشة أن ذلك يتم في الوقت الذي استطاع فيه اليهود وصهاينتهم أن يحققوا نصرا على العرب المسلمين.
وكأنه مكافأة لهم على إذلالهم للعرب والمسلمين الذي تصوروا أنهم قد أصبحوا لقمة سائغة، ولن تقوم لهم بعدها قائمة، حتى كان نصر الله لهم في رمضان من عام 1393 ه أكتوبر 1973 م الذي أذهلهم وأرعد فرائصهم.
ولم يتم هذا النصر للعرب والمسلمين إلا بأدنى حد من الوحدة فكيف بالوحدة الكاملة؟!!
إلى هذا الحد بلغت بأهل الأديان الأخرى رغبتهم في التطوير والتغيير وإلى هذا الحد يبلغ حرصهم على الوحدة الدينية والتقريب بين مذاهبهم عن طريق الحوار المخلص والجاد فيما بينهم، فأين نحن من هذا كله؟؟ وليس بين مذاهبنا مثل ما بينهم من خلاف وشقاق وتباعد.
إن أهم ما نقدمه من هذا الموسوعة الإسلامية كتاب " المراجعات " ذلك الحوار المفتوح بين العالم السني الجليل الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر الأسبق. وبين العالم الشيعي الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين كبير علماء الشيعة في لبنان.
وهو حوار موضوعي أمين، يتيح التعرف على الحقيقة، بعيدا عن التحيز أو التأثر بالعاطفة المذهبية أيا كانت...