مع رجال الفكر - السيد مرتضى الرضوي - ج ١ - الصفحة ١٦٦
ومن حسن الحظ أن أهل السنة لا يختلفون مع الشيعة في محبة آل البيت النبوي الكريم، ومناصرتهم وتقديسهم. وتعاطفهم الشديد مع الإمام الأكبر علي بن أبي طالب في طلب الخلافة وأحقيته لها وذريته من بعده.
وأن منزلته من رسول الله صلوات الله عليه هي بمنزلة هارون من موسى (عليه السلام) كما لا يختلف المذهبان في معظم أصول الدين وفروعه. لولا ما يذهب إليه الشيعة من استنباط أحكام مذهبهم مما تواتر عن الأئمة الاثنا عشر من آل البيت النبوي (1) دون سواهم من صحابة رسول الله، الذين لم يشايعوا الإمام عليا " كرم الله وجهه " والعترة الطاهرة الذين خاطبهم الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
ولا يأخذ الشيعة كذلك في الأصول بمذهب الأشعري، وفي الفروع بالمذاهب السنية الأربعة على أساس أن مذهب الأئمة أسبق منها. وبالتالي: أدعى إلى الوثوق به، وأولى بالتبعية من سواه، حيث كان عليه المسلمون في القرون الثلاثة الأولى للإسلام. وباب الاجتهاد فيه مفتوح إلى اليوم.
وكذلك لم يؤثر بالمذهب الشيعي الصراعات السياسية طوال التاريخ الإسلامي.

(١) روى البخاري عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: كلهم من قريش صحيح البخاري ٩ / ٨١.
وفي صحيح مسلم بسنده عن النبي (صلى الله عليه وسلم): " لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش صحيح مسلم ٦ / ٤ وفي ٣ / ٤ روايات أخرى بمضمون رواية البخاري.
وفي رواية أحمد عن مسروق قال: " كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو - يقرئنا القرآن، فقال رجل: يا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله:
ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله فقال اثني عشر كعدة نقباء بني إسرائيل - مسند أحمد وغيره.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 171 172 ... » »»
الفهرست