السؤال (12):
إنك الآن تتكلمين عن آل أمية الفاسقين، ونجدك لم يكد عثمان يقتل ويبايع الناس عليا (عليه السلام) لا كبيعة أبيك بل بيعة جامعة حتى انقلبت عليه تطالبيه بدم عثمان، وأنت المثيرة المفتية الشريكة بدمه، وعلي (عليه السلام) هو البرئ المدافع عن عثمان، ثم تعودين تتآمرين على مروان ومعاوية؟
الجواب:
لقد اعترفت منذ البدء بأني تظاهرت بالإسلام واتخذت ديني مطية لبلوغ مأربي وحسب. ولم أكن أعتقد حقا بدين وإنما هي أهدافي والقوة والسيطرة والضعف والخذلان والحرمان. والتوبة لا تكون إلا لمن أحس بوخز الضمير، لمن كان له دين ويخشى عذاب الله القدير، إني دوما كنت أتبع غريزتي الجامحة، حب السيطرة والتفوق والظهور والغلبة أينما حلت، حينما وجدت عثمان حرمني منها وأحسستها في ابن عمي طلحة وهو تيمي فتابعني وتابعته، وإن كان بغيتي دين أو عدالة فما عدوت عليا، ولكني وإياه على طرفي نقيض، فمتى اتبعت عدالته مت بالحرمان والخذلان.
فمعاوية مهما بلغ بفجوره وخموره وشروره، فهو لي أنا خير من علي الذي يريد يساويني بأقراني، وربما سلبني كثيرا مما أصبته في عهد أبي وعمر وعثمان، كما صرح بذلك عند بدء خلافته.
هذا يضاف بما أكنه له من الحقد والحسد المكنون ولزوجته وبنيه الذين شملهم رسول الله بما كنت أجد أن يخصني به بكل حبه وحرماني من أن ألد لرسول الله مولودا فأحظ إلى الأبد برحميته السببية من أولادي، ومال بكله لابنته فاطمة وجعل عترته نصا بها وبأولادها وشمولهم وحدهم بآل البيت وعترة رسول الله، ونزول الآيات في رفعتهم ونعتهم وطهارتهم وتزكيتهم، وحرماني وأبي من أية