أعترف بأني خرجت عن الصواب باتباعهم، وأني كنت ضعيف الإرادة، قصير النظر، مأخوذ بالمكر والخديعة، غلبني هواي، وأغواني الشيطان، وحرفاني أبو بكر وعمر وأصبحت ألعوبة لأهوائهم وأداة لأغراضهم، واتخذني بنو أمية مطية لإسناد مقامهم، وبلوغ مآربهم.
السؤال (4):
إنك كنت تقول لعلي (عليه السلام) أتأخذ علي أني وصلت رحمي، وأشبعت جائعهم، وسددت خلتهم، وآويت طريدهم، وقد علمت أن الله قال في سورة التوبة الآية (24): * (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) *.
والآية (60) من سورة التوبة: * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) *، تبين فيمن يجب أن تعطى الصدقات التي تقدمها لأقربائك ومثلها آية الخمس والغنائم.
وكنت تعلم أن بني هاشم هم أيضا من القريبين، وهم أرحامك، وقرابتك، وأنهم أقرب إلى رسول الله منك، وقد وجدت مثل عقيل بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكفوف البصر مدانا مرهقا.
ووجدت أن أبا بكر سلب منهم فدك، واستعادوها بعد التي واللتيا، وإذا بك تسلبها وتقدمها هدية صغيرة إلى مروان طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وملعونه، وتعرف أن أبا بكر وعمر منعوا الخمس عن آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المحرومون من الزكاة والصدقات، والجميع في فاقة، وأنت تقول: أصل رحمي وهؤلاء أيضا رحمك