وصرخات المظلومين وآهات المتظلمين، وإرشاد الصحابة.
وأنت تسلط قومك وغلمانك والمنافقين من أتباعك على رقاب الأمة، تفعل ما تشاء بنفوسهم، وأعراضهم، وأموالهم، فيتخذون أموال المسلمين دولا ونفوسهم خولا، ودينهم دغلا، تعمل ذلك بعد طول العمر، وتقضي السن وانتكاس الحال ناسيا صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصاياه، وكتاب الله في أهله وصحبه، للابتعاد عن المنافقين والفاسقين الملاعين المطرودين بأمر الله والمبعدين بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
ألم تعلم أن فدكا نحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابنته فاطمة (عليها السلام)، وقد غصبها أبو بكر باختلاق ذلك الحديث، وذاع كذبه إذ ناقض نصوص الكتاب ولم يؤيده أحد وأعاده ومزق كتابه عمر، ثم أعاده عمر في عهده مصدقا كذبه، وكذب صاحبه واليوم أتيت في عهد خلافتك تغصبها من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتقدمها إلى الطريد اللعين مروان، وقد شهد عليك وعلى غصبك عمرو بن عبد العزيز حفيد مروان يوم أعادها لأهلها في عهده، ثم غصبت فأنت إذن:
1 - غصبت كالشيخين منصب خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من صاحبها الشرعي، وقد علمنا من خالف عليا (عليه السلام) خالف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخالف الله، ومن آذاه وأهانه فقد كفر، وقد فعلت أكثر من ذلك حتى نفيته إلى الينبع، ثم استدعيته لمصالحك، ثم نفيته كرارا.
2 - خرجت على حدود الكتاب ونصوصه وسنن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما مر وذكرنا ذلك في اللوائح المتبادلة فيما مر.