وهم في الواقع ومن أيدهم بؤرة الشر وينبوع الشرك والغش والفجور والظلم والجور، مستبدين طواغيت قتلوا الأئمة الهداة بين مسموم لفظ فتات كبده وشهيد مضرج في مسجده وقتيل في الطف بعدما فداه صحبه وبنوه بدمائهم الزكية وسبيت نساؤه وأطفاله بأيدي من سلطتهم عليهم بعد السقيفة والشورى بدسائسك الماكرة.
وظلت التعاسة ملازمة للأمة في عصورها متواترة والأدواء التي أوجدتها في جسم الأمة ظلت تجدد بالتفرقة والوهن والآلام وتزيدها يوما فيوم من البلايا والأسقام.
فأية كبيرة هذه ولدت الكبائر على مر العصور وأية جريمة هذه ولدت المنكرات والجرائم على مر الدهور!
فمدعيك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرين ومن ورائه أبر صحابته وخيرته من أمته، وخصمك الله الواحد الأحد والعادل الصمد، فقد أبيت إلا الانقلاب على العقب والولوج مصرا إلى سوء المنقلب، فأجب ودافع ولا تنس يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين.
الجواب:
كانت تثيرني ابنتي عائشة وشد أزرها أصحاب شاركوني في السر والعلانية، وناجوني في ساعات خلوتي وأنسي ونشوتي وصحوتي، وشاركوني في لهوي ولعبي، وآزروني على هوى نفسي، وحملوا لي الغرور والخديعة وألهموني المكر والوقيعة، وصغروا لي الكبيرة واستحوذوا على نفسي الشريرة، فانقادت لهم مطيعة، وألقى علي عمر شكوكه يوم صلح الحديبية واعتراضه على عدم فتح مكة، وغلبني الحسد كلما بدرت بادرة تغلب فيها ابن أبي طالب في وقائعه وحروبه وانتصاراته وفتوحه في بدر وأحد والأحزاب.