محاكمات الخلفاء وأتباعهم - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١١٣
ثم قال: أرئاء! قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته! والله لأرجمنك بأحجارك، ولم يكلمه خالد وهو يحسب رأي أبي بكر فيه كرأي عمر، حتى دخل على أبي بكر، فوجده قد عذره وصفح عنه.
فخرج منه وعمر جالس في المسجد. وقال عمر لأبي بكر: إن خالدا قد زنى فاجلده (ونسي أن زناء المحصنة الرجم حتى القتل) قال أبو بكر: لا، لأنه تأول فأخطأ. قال: فإنه قتل مسلما فاقتله، قال: لا. إنه تأول فأخطأ. ثم قال: يا عمر!
ما كنت لأغمد سيفا سله الله عليهم.
وأبو بكر يعترف بأن من قتل ومن سبي ومن سلب منه كلهم مسلمون، حينما قدم دياتهم وأعاد المسلوبات وبالتالي اعترف بجنايات خالد في آخر كتابه الذي ذكرناه أعلاه (1).
وهاك النصوص القرآنية لكل فرد منهم للآمر (أبو بكر) والقاتل الزاني (خالد) ومن سار على سيرتهما وأن الظالمين بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف (2).

(1) راجع تفصيل ذلك في الجزء الثالث من موسوعتنا موضوع مالك بن نويرة آخر الجزء.
(2) قال الفضل روى جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن خيثمة قال ذكر عنه عمر بن الخطاب قتل مالك بن نويرة فقال: قتله والله مسلما ولقد نصبت في ذلك ونازلت أبا بكر فيه كل المنازلة في قتال من منع الزكاة فأبى إلا قتالهم وسبيهم، فلما رأيته قد لج به شيطانه في خطأه وعزم عليه، أمسكت عجزا عنه وخوفا منه، ولقد ألححت عليه في ذلك يوما حتى قال لي: يا بن الخطاب إنك لحدب على أهل الكفر بالله والردة على الإسلام، فأمسكت عنه ولمبيح دمائهم كان أحدب على أهل الكفر. ومن يسأل عمر: وأنت تعرف ذلك فكيف بايعته وسلطته على المسلمين وأخرت من قلت فيه: لو وليكم لأقامكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم، وأنت الذي تعمدت حرمان علي منها وتقديمها للكفرة الفجرة من آل أمية.
ومن هذا الحديث تعلم أن أبا بكر كان متعمدا قتل مالك وسبي أهله، وهو رغم ذلك قد اعترف بأن خالدا اجتهد وأخطأ. ثم تراه يقر ما فعله خالد من القتل بعلمه وأمره.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست