الخصوصيات والكيفيات، وحينئذ يكون جميع تلك الفقرات إلى قوله (عليه السلام) (وزاده) بيانا للشرايع، ويشكل حينئذ ذكر الرهبانية والسياحة، إذ المشهور أن عدمهما من خصائص نبينا (صلى الله عليه وآله)، إلا أن يقال المراد عدم الوجوب وهو مشترك، أو يقال إنهما لم يكونا في شريعة عيسى (عليه السلام) أيضا.
وإن استشكل بالجهاد وأنه لم يجاهد عيسى (عليه السلام) فالجواب أنه يمكن أن يكون واجبا عليه لكن لم يتحقق شرائطه، ولذا لم يجاهد.
ولعل قوله (عليه السلام) (زاده وفضله) بهذا الوجه أوفق.
وكأن المراد بالتوحيد نفي الشريك في الخلق، وبالإخلاص نفي الشريك في العبادة، وخلع الأنداد تأكيد لهما، أو المراد به ترك أتباع خلفاء الجور وأئمة الضلالة أو نفي الشرك الخفي، أو المراد بالإخلاص نفي الشرك الخفي، وبخلع الأنداد نفي الشريك في استحقاق العبادة.
والأنداد: جمع ند، وهو مثل الشئ الذي يضاده في أموره، ويناده أي يخالفه.
والفطرة: ملة الإسلام التي فطر الله الناس عليها، كما مر.
والحنيفية: المائلة من الباطل إلى الحق، أو الموافقة لملة إبراهيم (عليه السلام) قال في النهاية: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم، وأصل الحنف الميل، ومنه الحديث بعثت بالحنيفية السمحة السهلة، وفي القاموس: السمحة الملة التي ما فيها ضيق.
- بحار الأنوار ج 76 ص 68:
- مكا: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان بين نوح وإبراهيم (عليهما السلام) ألف سنة، وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية. وأخذ عليه ميثاقه وأن ولولا يعبد إلا الله، ولا يشرك به شيئا، قال: وأمره بالصلاة والأمر والنهي، ولم يحكم له أحكام فرض المواريث، وزاده في الحنيفية: