لكي يقيم معروفا، أو يزيل منكرا، هو بلا شك حركة سير في سبيل الله تعالى، وقد قال الله تعالى عن أهل هذه الحركة: ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين.
(سورة التوبة: 120).
فكل ما يصيبكم، من أدنى تعب إلى أشده، مكتوب في سجل أعمالكم عند الله تعالى، وقد بلغت أهمية المسألة عنده سبحانه أنه هو كاتب الأجر فيها، وهو الضامن لصلاح هذا العمل وجزائه! وفي مقابل هذا الأجر العظيم، فإن الإنسان يتقبل متاعب سفره وعمله.
وبهذه المناسبة أذكر أمورا ينبغي مراعاتها لتحقيق الإخلاص في النية الذي هو الجهاد الأكبر، وتحقيق التوفيق في عملكم في إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، الذي هو التأويل الأعظم لقوله تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. (سورة المائدة: 32).
الأمر الأول: كونوا على وضوء في كل مجلس تبليغ أو خطابة، فالوضوء بنفسه نور، ومضافا إلى ذلك فإن لمجالسكم خصوصية فيمن يحضرها، فقد يحضر في المجلس شخص كاد على عياله يعمل من الصبح إلى المغرب لكي يوفر لقمة عيش لزوجته وأطفاله، وهذا كالمجاهد في سبيل الله بكد يمينه وعرق جبينه، يأتي إلى مجلسكم مدفوعا بالإيمان والعشق لرسول الله صلى الله عليه وآله، أو سبطه الإمام الحسن عليه السلام أو الإمام الرضا عليه السلام. أو تحضر مجلسكم عجوز مستضعفة، تحملت المتاعب في حياتها، وجاءت إلى هذا المجلس مع ضيق معيشتها، بسبب محبتها وعشقها للصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام.
أو يحضره طفل يتيم فقد والديه، وجاء ضيفا إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله.
في مثل هذه الحالات يستحيل على الشخص الأول في العالم صلى الله عليه وآله أن لا ينظر