إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو، فمن يأتيكم بإمام ظاهر، يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله عز وجل وحرامه؟ ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الآية، ولابد أن يجئ تأويلها). (ورواه بأسانيد أخرى في ص 351 و 360، ونحوه في الكافي: 1 / 339، وغيره خاصة مصادر التفسير).
وفي كفاية الأثر للخزاز القمي قدس سره ص 120: (أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي، قال حدثنا عباد ابن يعقوب، قال حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبد الله، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن جده عمار قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته، وقتل علي عليه السلام أصحاب الألوية وفرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي، وقتل شيبة بن نافع، أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت له: يا رسول الله، صلى الله عليك، إن عليا قد جاهد في الله حق جهاده. فقال: لأنه مني وأنا منه، وارث علمي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي، والخليفة بعدي، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض، حربه حربي وحربي حرب الله، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله، ألا إنه أبو سبطي والأئمة، من صلبه يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين، ومنهم مهدي هذه الأمة. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا المهدي؟ قال: يا عمار إن الله تبارك وتعالى عهد الي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة، والتاسع من ولده يغيب عنهم، وذلك قوله عز وجل: (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين)، يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وهو سميي وأشبه الناس بي.
يا عمار ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه، فإنه مع الحق والحق معه. يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين: الناكثين والقاسطين، ثم تقتلك الفئة الباغية. قلت: يا رسول الله أليس ذلك على رضا الله ورضاك؟ قال: نعم على رضا الله ورضاي، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه.
فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أخا رسول الله أتأذن لي في القتال؟ قال: مهلا رحمك الله، فلما كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه