الحق المبين في معرفة المعصومين (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٦٤٧
بمثله، فأعاد عليه ثالثا، فبكى أمير المؤمنين عليه السلام، فنظر إليه عمار فقال: يا أمير المؤمنين إنه اليوم الذي وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله. فنزل أمير المؤمنين عليه السلام عن بغلته وعانق عمارا وودعه ثم قال: يا أبا اليقظان جزاك الله عن الله وعن نبيك خيرا، فنعم الأخ كنت ونعم الصاحب كنت. ثم بكى عليه السلام وبكى عمار ثم قال: والله يا أمير المؤمنين ما تبعتك إلا ببصيرة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم خيبر: يا عمار ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه، وستقاتل الناكثين والقاسطين، فجزاك الله يا أمير المؤمنين عن الاسلام أفضل الجزاء، فلقد أديت وأبلغت ونصحت. ثم ركب وركب أمير المؤمنين عليه السلام، ثم برز إلى القتال، ثم دعا بشربة من ماء فقيل له: ما معنا ماء. فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن، فشربه ثم قال: هكذا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن. ثم حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفسا، فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه وقتل رحمه الله).
. * * (3) قال الله تعالى: (اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون). (الحديد: 17) وقد استفاض تفسيرها عن أهل البيت عليهم السلام بأن إحياء الأرض في هذه الآية غير يختلف عن الآيات الأخرى، وأن القصود به إحياؤها في آخر الزمان بالإمام المهدي عليه السلام.
ويؤيده: سياق الآية الذي يتكلم عن خشوع مجتمع المؤمنين لله تعالى وأن لا يكونوا قساة القلوب من طول الأمد كالذين طال عليهم الأمد من قبلهم، فهو كلام عن مستقبل الأمة الإسلامية!. (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون) (الحديد: 16 - 17) كما يؤيده أن الله تعالى استعمل تعبير إحياء الأرض في عدة مواضع، ولم يصدره ب‍ (إعلموا) إلا في هذا المورد، وأنه استعمل تعبير إعلموا في بضعة وعشرين موضعا، كلها مهمة وتمثل أهم الأمور التي ينبغي للمؤمنين أن يعلموها.. وإحياء الأرض السنوي لا يحتاج إلى تنبيه بقوله: (إعلموا).
(٦٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 642 643 644 645 646 647 648 649 650 651 652 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 3
2 المرجع الخراساني وفهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 3
3 الاتجاهات المعاصرة في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 11
4 1 - الاتجاه السني في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 11
5 2 - الاتجاه الزيدي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 13
6 3 - الاتجاه الإسماعيلي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 13
7 4 - الاتجاه الشيعي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 14
8 5 - الاتجاه الشيعي التركيبي أو الإلتقاطي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 16
9 معايشتي لتأثير الموجة الشيوعية على العراق في ولادة الفهم الإلتقاطي 19
10 أهم الاتجاهات التي تبلورت أو تكونت بسبب الهزة الشيوعية 25
11 مسائل تتعلق بالفهم الإلتقاطي للتشيع 34
12 المسألة الأولى: النظرة الخاطئة إلى التاريخ الاسلامي 34
13 المسألة الثانية: الفهم الخاطئ للوحدة الاسلامية 47
14 المسألة الثالثة: تعويم الإجتهاد، وتعويم المرجعية 53
15 المسألة الرابعة: تكبير مشكلة الغلو وتصغير مشكلة التقصير 60
16 المسألة الخامسة: التنقيص من مقام المعصوم عليه السلام 63
17 المسألة السادسة: نظرتهم الخاطئة إلى زيارة الأئمة عليهم السلام ومراسم عاشوراء 67
18 المسألة السابعة: مرض الآحادية، والجرأة على مقام المراجع والعلماء 70
19 المسألة الثامنة: النزعة المادية والضيق بالغيبيات 73
20 المسألة التاسعة: من ظواهر الاتجاه الإلتقاطي وصفات أصحابه 76
21 الفصل الأول: ما هو القرآن؟ 79
22 لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكنهم لا يبصرون! 81
23 الفصل الثاني: في مقام النبي صلى الله عليه وآله 91
24 من هو النبي صلى الله عليه وآله وما حققه للبشرية 93
25 الفصل الثالث: مقام أمير المؤمنين عليه السلام 105
26 في عصمة أمير المؤمنين عليه السلام 107
27 تفسير: أكملت لكم دينكم 118
28 مولد أمير المؤمنين عليه السلام 131
29 في علي عليه السلام سنن الأنبياء عليهم السلام 141
30 في علم أمير المؤمنين عليه السلام 150
31 أنت أحسن الخلق عبادة 161
32 الفصل الرابع: مسؤولية العلماء والخطباء في التبليغ 179
33 زاد المسافر: الكتاب والسنة 181
34 الكافلون لأيتام آل محمد صلى الله عليه وآله 189
35 مسؤولية علماء الشيعة في حراسة العقائد 194
36 فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين 204
37 إن للحسين عليه السلام درجة لا ينالها أحد! 214
38 الفصل الخامس: في مقام الصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام 225
39 وجوب الجهر بظلامة الزهراء عليها السلام 227
40 عصمة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام 249
41 فاطمة الزهراء عليها السلام حوراء إنسية.. 259
42 إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها 270
43 ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا 281
44 النبي يباهل النصارى بآله أفضل الخلق صلى الله عليه وآله 291
45 ولأي الأمور تدفن سرا..؟ 299
46 نحن بحاجة إلى الفقاهة لا إلى السفاهة! 307
47 الفصل السادس: في مقام الإمام الحسين عليه السلام وعظمة عاشوراء 315
48 مسؤولية المبلغ.. وعظمة عاشوراء 317
49 حسين مني وأنا من حسين 333
50 الإمام الحسين عليه السلام فوق الوصف والتعريف 350
51 حديث اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى فاطمة عليها السلام 362
52 الخيار بين عاشوراء وعيد النوروز 377
53 الفصل السابع: جهاد الإمام الصادق عليه السلام وظلامته 387
54 صاحب منبر فقه أهل البيت عليهم السلام 389
55 الفصل الثامن: الإمام الكاظم عليه السلام 401
56 الإمام موسى بن جعفر ونبي الله موسى بن عمران عليهما السلام 403
57 الفصل التاسع: الإمام الرضا عليه السلام والإمامة الربانية 411
58 معنى مصطلح الإمام عليه السلام 413
59 مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع علماء الأديان والمذاهب 434
60 الإمام الرضا عليه السلام سراج الله في خلقه 489
61 الفصل العاشر: من أنوار الإمام المهدي صلوات الله عليه 497
62 من هو الإمام صاحب الزمان عليه السلام؟ 499
63 معرفة الإمام المهدي عليه السلام بالنورانية 507
64 كيف يستحق الإمام مقام الإمامة؟ 524
65 مولد الإمام المهدي عليه السلام 542
66 وأشرقت الأرض بنور الإمام المهدي عليه السلام 556
67 الإمام المهدي عليه السلام في حديث اللوح 585
68 شمس النبي صلى الله عليه وآله تتجلى بالإمام المهدي عليه السلام 596
69 أصحاب الإمام المهدي عليه السلام إخوان للنبي صلى الله عليه وآله 608
70 الإمام المهدي عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه 620
71 الحكمة: طاعة الله ومعرفة الإمام عليه السلام 629
72 الإمام المهدي عليه السلام عين الحياة 638