رغبوا عما دعاهم إليه من أحد المنزلين وعندوا فقد آذنهم على سواء، وكان في كتابه صلى الله عليه وآله: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون). قالوا: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقاتل قوما حتى يدعوهم، فازداد القوم لورود رسل نبي الله صلى الله عليه واله وكتابه نفورا وامتزاجا، ففزعوا لذلك إلى بيعتهم العظمى، وأمروا ففرش أرضها، وألبس جدرها بالحرير والديباج، ورفعوا الصليب الأعظم وكان من ذهب مرصع أنفذه إليهم قيصر الأكبر، وحضر ذلك بنو الحارث بن كعب وكانوا ليوث الحرب وفرسان الناس، قد عرفت العرب ذلك لهم في قديم أيامهم في الجاهلية، فاجتمع القوم جميعا للمشورة والنظر في أمورهم، وأسرعت إليهم القبائل من مذحج وعك وحمير وأنمار ومن دنا منهم نسبا ودارا من قبائل سبأ.... إلى آخر القصة الطويلة وفيها محاحة أحد القساوسة لهم بما وجده في كتبهم من صفة النبي صلى الله عليه وآله، ومنها أن آدم عليه السلام رأى صورة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده عند العرش (فسأل ربه جل وتعالى فقال: رب نبئني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورتي محمد ووصيه، وذلك لما رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكلي محمد ووصيه صلى الله عليه وآله، فأوحى الله عز وجل إليه: هذه أمتي، والبقية من بني فاطمة الصديقة الزاهرة وجعلتها مع خليلها عصبة لذرية نبيي هؤلاء وهذان الحسنان وهذا فلان وهذا فلان، وهذا كلمتي الذي أنشر به رحمتي في بلادي، وبه أنتاش ديني وعبادي، ذلك بعد أياس منهم وقنوط منهم من غياثي). انتهى.
. * * (5) في كمال الدين للصدوق ص 519: قال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي ورأيت تلك السنة بمدينة السلام امرأة فسألتني عن وكيل مولانا عليه السلام من هو؟ فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح وأشار إليها، فدخلت عليه وأنا عنده، فقالت له: أيها الشيخ أي شئ معي؟ فقال: ما معك فألقيه في دجلة ثم ائتني حتى أخبرك!
قال: فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فألقته في دجلة، ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي قدس الله روحه فقال أبو القاسم لمملوكة له: أخرجي إلي الحقة، فأخرجت