السدرة إلى حجب النور، ناداني ربي جل جلاله: يا محمد، أنت عبدي وأنا ربك، فلي فاخضع، وإياي فاعبد، وعلي فتوكل، وبي فثق، فإني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا، وبأخيك علي خليفة وبابا، فهو حجتي على عبادي، وإمام لخلقي، به يعرف أوليائي من أعدائي، وبه يميز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني، وتحفظ حدودي، وتنفذ أحكامي، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي، وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا بي السفلى وكلمتي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني، ذلك ولي حقا، ومهدي عبادي صدقا). (وهو في البحار: 18 / 341 وفي الجواهر السنية للحر العاملي ص 235) وفي بحار الأنوار: 21 / 286: (قال السيد ابن طاووس رحمة الله في كتاب إقبال الأعمال: روينا بالأسانيد الصحيحة والروايات الصريحة إلى أبي المفضل محمد بن عبد المطلب الشيباني رحمه الله من كتاب المباهلة، ومن أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن اشناس من كتاب عمل ذي الحجة فيما رويناه بالطرق الواضحة عن ذوي الهمم الصالحة لا حاجة إلى ذكر أسمائهم، لأن المقصود ذكر كلامهم، قالوا: لما فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة وانقادت له العرب، وأرسل رسله ودعاته إلى الأمم وكاتب الملكين: كسرى وقيصر يدعوهما إلى الإسلام وإلا أقرا بالجزية والصغار، وإلا أذنا بالحرب العوان. أكبر شأنه نصارى نجران وخلطاؤهم من بني عبد المدان، وجميع بني الحارث بن كعب ومن ضوى إليهم ونزل بهم من دهماء الناس على اختلافهم هناك في دين النصرانية من الا روسية والسالوسية وأصحاب دين الملك والمارونية والعباد والنسطورية وأملئت قلوبهم على تفاوت منازلهم رهبة منه ورعبا، فإنهم كذلك من شأنهم إذ وردت عليهم رسل رسول الله صلى الله عليه وآله بكتابه، وهم عتبة بن غزوان، وعبد الله بن أمية، والهدير بن عبد الله أخو تيم بن مرة، وصهيب بن سنان أخو النمر بن قاسط يدعوهم إلى الاسلام، فإن أجابوا فإخوان، وإن أبوا واستكبروا فإلى حظة المخزية إلى أداء الجزية عن يد، فإن
(٦٤٩)