إليه حقة، فقال للمرأة: هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في دجلة، أخبرك بما فيها أو تخبريني؟ فقالت له: بل أخبرني أنت! فقال: في هذه الحقة زوج سوار ذهب، وحلقة كبيرة فيها جوهرة، وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر، وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق. فكان الأمر كما ذكر، لم يغادر منه شيئا. ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها! فنظرت المرأة إليه فقالت: هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجلة، فغشي علي وعلى المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة.
ثم قال الحسين لي من بعد ما حدثني بهذا الحديث: أشهد بالله تعالى أن هذا الحديث كما ذكرته لم أزد فيه ولم أنقص منه. وحلف بالأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم لقد صدق فيما حدث به، ما زاد فيه ولا نقص منه).
* * (6) في كمال الدين للصدوق قدس سره ص 516: (45 - حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن برزج صاحب الصادق عليه السلام قال: سمعت محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي المقيم بأرض بلخ يقول:
أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة، فجعلت ما كان معي من الذهب سبائك وما كان معي من الفضة نقرا وكان قد دفع ذلك المال إلي لأسلمه إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه. قال: فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل، فجعلت أميز تلك السبائك والنقر، فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني وغاضت في الرمل وأنا لا أعلم قال: فلما دخلت همدان ميزت تلك السبائك والنقر مرة أخرى، اهتماما مني بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل - أو قال: ثلاثة وتسعون مثقالا - قال: فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك، فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه وسلمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر، فمد يده من بين تلك السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمى بها إلي وقال لي: ليست هذه السبيكة لنا، وسبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت، واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها وستعود إلى هاهنا فلا تراني!