وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار.
وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني علي وحيي. أخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي، الحسن.
وأكمل ذلك بابنه (م ح م د) رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، فيذل أوليائي في زمانه، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنا في نسائهم، أولئك أوليائي حقا، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون.
قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله). انتهى. (الكافي: 1 / 527، وقد تقدم بتمامه في الموضوع رقم: 25).
هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.... وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك..
يتضح بذلك أن شأن نزول هذا اللوح مناسبة ولادة الإمام الحسين عليه السلام وأن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله قد أخبرا الزهراء عليها السلام في اليوم الأول لولادته بما سيجري عليه، وكان لابد من إخبارها بذلك!
والإمام الحسين عليه السلام له جاذبية خاصة في القلوب بمجرد ذكر اسمه: إن للحسين محبة مكنونة في قلوب المؤمنين، فكيف لشخصه ولطفولته في قلب أمه الزهراء عليها السلام؟!
وكيف يكون حالها عندما عرفت أن طفلها هذا الذي هو في يومه الأول، سيقطع رأسه غريبا فريدا عطشانا على شاطئ الفرات؟!
هنا يتجلى مقام فاطمة عليها السلام عند الله تعالى، وهنا يحين موعد البشارة الإلهية للرسول صلى الله عليه وآله ولها بالأئمة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام وبدورهم في هذه