فالإمام المهدي عليه السلام بإشارة منه بالمشيئة الربانية التي تستمد من (كن فيكون) فاتق كل رتق، وراتق كل فتق.. فهو الهادم لكل باطل، والباني لكل حق، في عالمي المادة والمعنى. وهو المحق لجميع الحقوق المتروكة والمجهولة، ومبطل الباطل الظاهر والمخفي!
إنها مقامات فوق تصورنا وعرفنا المحدود كما ذكرنا. ولا عجب ما دام الله تعالى قد جعله خاتم دينه، وبقيته المذخورة لإصلاح أرضه، والمحقق لهدف أنبيائه عليهم السلام، وجمع فيه الكرامات والكمالات التي وزعها في غيره!
سأل أحدهم الإمام الصادق عليه السلام عن الإمام المهدي عليه السلام إذا ظهر كيف يسلمون عليه؟ فقال: يقولون السلام عليك يا بقية الله، ثم قرأ: بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين. (سورة هود: 86) (4) فهو عليه السلام بقية الله، الذي انتهت إليه مواريث الأنبياء عليهم السلام والموجود لديه آثار الأصفياء، فهو قطاف منهم جميعا، وعصارة لهم جميعا، وخلاصة عطر استخلصها الله من عطور العالم، وجعلها في زجاجة نورانية، فكانت الإمام المهدي أرواحنا فداه. صلوات الله عليك يا بقية الله في أرضه.
فكيف يمكن لنا أن ندعي أننا ننتسب إلى هذه الشخصية العظيمة، وأننا من خدامه أو خدام خدامه صلوات الله عليه وعليهم؟! لكنه هو الكريم سليل الأمجاد الكرماء، نأمل ببركة دم جده الحسين عليه السلام أن ينظر إلينا نظرة رضا، تشملنا بها رحمة ربنا عز وجل، وإلا فنحن لا شئ، وليس في أعمالنا ما يقربنا إلى هذا العالم العلوي من العلم والقدرة الإلهية!
نقل المجلسي رحمه الله من كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان، قضية عجيبة فيها كلمة من الإمام عليه السلام تفتح أبوابا من المعرفة، قال المجلسي رحمه الله: (ومن ذلك ما نقله عن بعض أصحابنا الصالحين من خطه المبارك ما صورته: عن