أي فضل قرن إلى أي فضل؟! فصاحب الزمان صلوات الله عليه هو فضل الله العزيز الحكيم، ذي العزة والمجد والعطاء.. قرنه إلى فضل ليلة النصف من شعبان.. فما حقيقة هذين الفضلين وما معنى اقترانهما؟!
هذه العبارات لم أستطع تفسيرها، ولا أستطيع الآن أن أعبر عما فهمته منها!
لذا أتركها إلى عبارة أخرى من زيارة الناحية المقدسة التي فيها: سلام من عرفك بما عرفك الله به، وفيها هذه العبارة: السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى!
إن قدرة الإنسان على الخيال أوسع من قدرته على الرؤية بالبصر بكثير، فلاحظوا إلى أي مدى يصل بصركم وما تراه أعينكم، ثم إلى أي مدى يبلغ خيالكم؟! طبعا الفارق بينهما كبير. وبهذه النسبة يكون الفرق بين ما يبلغه الخيال وما يبلغه العقل! فالعقول تدرك المجردات التي لا يدركها الخيال! فعقولنا مثلا تدرك ما وراء الفضاء، لكن خيالنا لا يدركه إلا فضاء! وتدرك العدم، ولا يدركه خيالنا إلا وجودا!
فهل سمعتم بشخص ينظر من الأرض إلى الجنة وإلى شجرة طوبي، وإلى سدرة المنتهى؟! إنه الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه!
السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى.. فإذا كان نظره عليه السلام يصل إلى شجرة طوبى وسدرة المنتهى، فإلى أين يصل تصوره، وإلى أين يصل إدراك عقله الشريف؟! هنا نعرف لماذا أمر الله الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام!
فإن حدود علم جبرئيل عليه السلام وقدرته على الإدراك تقف عند سدرة المنتهى، ففي المناقب من حديث ابن عباس عن المعراج: فلما بلغ إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب فقال جبرئيل: تقدم يا رسول الله ليس لي أجوز هذا المكان ولو دنوت أنملة لاحترقت!. (المناقب لابن شهر آشوب: 1 / 155).