بل لا بد أن نقول إن جبرئيل لا يستطيع أن يصل إلى حيث وصل الإمام المهدي عليه السلام، الذي يصل مدى نظره إلى سدرة المنتهى، فيكون جبرئيل تحت نظره، فضلا عن قدرة تصوره، ثم قدرة تعقله صلوات الله عليه، فكيف يمكننا أن نعرف الإمام المهدي عليه السلام بغير هذا التعريف: السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى.
إنه نور الله الذي لا يطفأ، ففيه اجتمعت كل المعرفة وكل العلوم روحي فداه! وقد يتصور بعضهم أن هذه الأبحاث لا فائدة فيها، لكنه لا يلتفت إلى أن مشكلاتنا جاءت من تنقيصنا لمقام النبي صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين من عترته الطاهرين عليهم السلام، ولأنا لم نقدرهم حق قدرهم، ولم نعطهم حقهم ومقامهم الذي أعطاه الله لهم، فتخيلناهم في مقامات دنيا، بل صادرنا أحيانا مقاماتهم لأنفسنا! مع أن الذين ينقصونهم مقاماتهم ولو درجة واحدة، فضلا عمن يصادرونها ويدعونها لأنفسهم، ينطبق عليهم قول الله تعالى: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. سورة المطففين: 15، وهذه هي خسارة الأبد، وعذاب الكمد!
وعبارة أخرى في نفس زيارة الناحية هذه تقول: أشهد أنك الحجة... وأنك خازن كل علم، وفاتق كل رتق، ومحقق كل حق، ومبطل كل باطل.. فهذه مقامات أربعة لصاحب الزمان صلوات الله عليه، تتعلق بما أعطاه الله من العلم والقدرة. ومن الصعب علينا أن نتصور معانيها:
خازن كل علم، بهذا الشمول وبأصرح أدوات التعميم!
وكذلك تصور الصفات الأربع التي تتعلق بالقدرة التي أعطاه الله إياها، وهي فوق ما أعطى لعيسى بن مريم عليه السلام من إحياء الموتى بإذنه وغيرها!