قبيلة مزينة الصحراوية كالنعمان، يخاطب رئيس ثاني أمبراطورية في العالم بهذا الخطاب القوي الواثق! (تاريخ اليعقوبي: 2 / 143).
وقصة الحمامة التي عششت على خيمة للجيش الإسلامي الذي فتح مصر، وعندما أرادوا أن يرحلوا أخذتهم الشفقة على فراخها أو بيضها فتركوا لها الخيمة أو الفسطاط، فسميت المنطقة بفسطاط مصر!
هذه القصة أيضا من أمجاد الإسلام لأنها رمز تحول إنساني أحدثه الإسلام في نفوس العرب الذين كان بعضهم يدفنون بناتهم وهن أحياء! (معجم البلدان: 4 / 263) وحقيقة أن المسلمين كانوا أرحم الفاتحين، حتى أن كثيرا من أهل البلاد المفتوحة طلبوا منهم فتح بلادهم، وإنقاذهم من استعمار الروم والفرس!
هذه أيضا من أمجاد الإسلام التي تخفف من الأخطاء، والقتل، والنهب، التي ارتكبها المسلمون في عمليات الفتح.
وعلى صعيد الحضارة، والمدنية، والقوة السياسية للدولة الإسلامية في القرون الثلاثة الأولى وفي العهد العثماني، تكثر قائمة الإنجازات الإيجابية...
لكن ذلك لا يجيز لنا أن نغمض عيوننا عن السلبيات الكبرى في تاريخ الإسلام، التي جرت الأمة إلى أسوأ نتائج الضعف والانهيار!
ولو لم يكن منها إلا مواجهة الأمة لنبيها صلى الله عليه وآله في حياته، ورفضها التعهد له بتنفيذ كتابه الذي يؤمنها من الضلال والانحراف والانهيار، لكفى!
ولو لم يكن منها إلا رفض الأمة منظومة الترتيب الإلهي للحكم بعد نبيها وإقصاؤها آل نبيها صلى الله عليه وآله عن الحكم، وجعلها الخلافة لقبائل قريش، لمن غلب منهم بالسيف، لكفى!
ولو لم يكن منها إلا الحكم الديكتاتوري ومصادرة حريات الأمة، وتشريع