فقال: أدن مني، فأخبرني بجميع ما جرى بيني وبينك، حتى كأنه كان ثالثنا! قال فقال أبو جعفر: يا بن مهاجر، إعلم إنه ليس من أهل بيت نبوة إلا وفيهم محدث، وإن جعفر بن محمد محدث اليوم! فكان هذه دلالة أنا قلنا بهذا المقالة). (بصائر الدرجات ص 265).
هذا الاعتراف من المنصور الدوانيقي أعدى أعداء الإمام عليه السلام إذعان منه بأن الإمام محدث من ربه! والمحدث هو الإنسان ذو الجنبتين، فهو بين الملك والملكوت، بين الناسوت واللاهوت، بين الغيب والشهادة!
فكم هو مظلوم الإمام الصادق عليه السلام، من أولئك الجبارين، ومنا أيضا!
ثم ماذا نقول عن علم الإمام الصادق عليه السلام، وعن مقامه، وعن عبادته، وعن مكارم أخلاقه؟ إن كل ما قيل ويقال عنه عليه السلام قليل في حقه! (نام رجل من الحاج في المدينة، فتوهم أن هميانه سرق، فخرج فرأى جعفر الصادق عليه السلام مصليا ولم يعرفه، فتعلق به وقال له: أنت أخذت همياني! قال: ما كان فيه؟ قال: ألف دينار. قال: فحمله إلى داره ووزن له ألف دينار! وعاد إلى منزله ووجد هميانه، فعاد إلى جعفر معتذرا بالمال، فأبى قبوله وقال: شئ خرج من يدي لا يعود إلي. قال فسأل الرجل عنه فقيل هذا جعفر الصادق، قال لا جرم هذا فعال مثله!) (المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 394).
إنه من نور من قال الله تعالى فيه: وإنك لعلى خلق عظيم!
صلوات الله عليك يا حجة الله، لقد تحير فيك الأولون والآخرون، فماذا نقول نحن فيك، وفي مقامك، إلا أن نعترف بتقصيرنا في حقك؟!
. (( في هذا البلد.. إذا أهين مسؤول، إذا تجرأ أحد على شخصية، تستنفر مخابرات البلد، وقواه الأمنية، وقواه القضائية، وينشغل الجميع، لأن الشخص