لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الوجلين.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المسبحين.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المكبرين.
لا إله إلا أنت سبحانك ربي ورب آبائي الأولين.
ومعنى هذا أن الإمام الحسين عليه السلام في الرتبة الثانية عشرة من مقام يونس عليه السلام! وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض (سورة التوبة: 36) ولا وجود لرتبة الثالث عشر في نظام الكون.. وهذا يعني أن الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة، قد قطع مراحل شهور المعرفة التي هي المعنى الباطن لهذه الآية! وقال ليونس: أنت قلت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وبقيت الكلمات الباقية لي فأنا أقولها! (راجع إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس: 2 / 84، وبحار الأنوار: 95 / 222) إن كل واحدة من هذه الجمل بحر من المعرفة بلا قعر، يغرق فيه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل! فمن يستطيع أن يفهم أنه عليه السلام عندما قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين، كيف قطع اثنتي عشرة مرحلة من التوحيد، من مقامات توحيد الألوهية إلى توحيد الربوبية، حتى وصل إلى توحيد المحبة لربه، فصار لسان حاله: تركت الخلق طرا في هواكا!
هذا هو جذر العمل عند الحسين ودافعه، منبعه من: لا إله إلا أنت، التي وقف عندها عرفاء الأولين والآخرين، فأنى لهم بما بعدها؟!