مهما يكن، فقد سميت السورة بالتغابن وهو من التفاعل، فما السر في هذا التفاعل التغابني؟ وأي معان عظيمة ولطائف يقصدها الله تعالى من التغابن بين البشر في يوم القيامة؟
لابد لفهم القرآن من طلب المدد من كلمات الوحي من كلام النبي وأهل بيته الأطهار صلى الله عليه وآله بقدرة فكرية وقوة فقهية، لنفهم به كلام الله تعالى.
وهنا حديث عن النبي صلى الله عليه وآله كما في عدة الداعي لابن فهد الحلي قدس سره ص 103: (إنه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربع وعشرون خزانة عدد ساعات الليل والنهار. فخزانة يجدها مملوءة نورا وسرورا، فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه.
ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة، فيناله منها عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها، وهي الساعة التي عصى فيها ربه!
ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها خالية ليس فيها ما يسره ولا يسوؤه، وهي الساعة التي نام فيها، أو اشتغل فيها بشئ من مباحات الدنيا، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكنا من أن يملأها حسنات، ما لا يوصف. ومن هذا قوله تعالى: ذلك يوم التغابن). انتهى.
فكل ساعة من عمر أحدنا خزانة، لابد أن يفتحها يومئذ ليرى بماذا ملأها: إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. (سورة الإسراء: 14) ونلاحظ أن تفسير التغابن عند الخزانة الثالثة عندما يرى تلك الخزانة الفارغة الخالية، فالغبن هو أن يكون ما حصل عليه أقل مما ذهب منه، أن يكون المثمن أقل من الثمن إلى حد الغبن! وبهذا الغبن اهتزت قاعدة: يا أيها