إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، مكتوبا على لوح زبرجد، تحفة لفاطمة الزهراء عليها السلام، تهنئة لها بولادة الإمام الحسين عليه السلام، وفيه أسماء الأئمة من أولادها، مع ذكر أهم خصوصياتهم صلوات الله عليهم. ومن نصه: (عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي، إني أنا الله إله إلا أنا، قاصم الجبارين، ومديل المظلومين، وديان الدين. إني أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين. فإياي فاعبد، وعلي فتوكل. إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين، فجعلت حسنا معدن علمي، بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه، وحجتي البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب). انتهى. (1) في هذا الحديث ثمانية مقامات للإمام الحسين عليه السلام عدا أن الحديث في أصله تهنئة وبشرى من رب العالمين عز وجل للنبي صلى الله عليه وآله، ولوصيه علي وللصديقة الزهراء أم الأئمة، بمناسبة ولادة الإمام الحسين عليهم السلام.
أولها: وجعلت حسينا خازن وحيي، فما هو الوحي الذي جعل الله الحسين خازنا له؟ ومن أين يبدأ وحي الله، وأين ينتهي؟ يبدأ من قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. وينتهي عند قوله تعالى: فأوحى إلى عبده ما أوحى. وقوله تعالى: وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى.!!
هذا الوحي كله مخزون في قلب الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام!!
وجعلت حسينا خازن وحيي، ومتى نحن عرفناه صلوات الله عليه، حتى نفهم