الذين آمنوا أوفوا بالعقود، وجعلت أصالة اللزوم في العقود في الشريعة من أجل تدارك ما فات بالغبن! إن الفقيه الذي يفقه خيار الغبن، يجب أن يفهم سورة التغابن، ويدرك هذا الحديث النبوي، وينظر في ساعات عمره التي تمضي، خاصة في الظرف الممتاز من ساعات العمر، كيف يجب أن يستفيد منها؟!
إن ساعاتكم في عاشوراء الحسين عليه السلام فيها تغابن لا يقاس بأي تغابن آخر! والعمدة في الموضوع أن العالم الديني عليه أن يعمل بما استطاع لاجتناب الوقوع في تلك الحسرة التي تفوق الوصف: وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون. (سورة مريم: 39) أما كيف نجبر ذلك الغبن وننجو من يوم التغابن، فإن النبي صلى الله عليه وآله بين لنا الطريق على لسان الإمام العسكري عليه السلام إذ قال: ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا، كان معنا في الرفيق الأعلى.
يقول صلى الله عليه وآله: بعلومنا، لا بأي علم!
ويقول: وعلمه شريعتنا، لا أي شريعة! فذلك الذي هو موضوع الكلام، وذلك الذي يكون معهم في الرفيق الأعلى. أما معلم العلوم الأخرى فللكلام عنه موضع آخر.
إن عاشوراء بالنسبة إلى كل عالم وخطيب، منجم للحصول على تلك الجواهر فما هو واجبه وتكليفه؟
من أول ما ينبغي أن يعرفه العالم أن كل ما له قدر وقيمة، موجود بعد القرآن في كلام النبي والأئمة صلوات الله عليهم، أما كلام زيد وعمر فلا قيمة له لكي يستحق أن يطرحه على الناس ويجعله محورا!