وأخذ الله تعالى يزيد أخذ عزيز مقتدر، فمات بعد الحرة بأقل من ثلاثة أشهر وأزيد من شهرين، وانصرفت الجيوش عن مكة). اه. انظر: معجم البلدان: 2 ص 249 والطبري، والكامل، والبداية، وتاريخ الاسلام، في أحداث سنة 63 وجوامع السيرة لابن حزم 357 - 358.
وفي لسان الميزان: 6 / 294: (ثم إن أهل المدينة خلعوا يزيد في سنة ثلاث وستين، فجهز إليهم مسلم بن عقبة المري في جيش حافل فقاتلهم فهزمهم، وقتل منهم خلقا كثيرا من الصحابة وأبنائهم، وسبى أكابر التابعين وفضلاؤهم، واستباحها ثلاثة أيام نهبا وقتلا، ثم بايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد، ومن امتنع قتل!!
ثم توجه إلى مكة لحرب ابن الزبير فمات في الطريق، وعهد إلى الحصين بن نمير فسار بالجيش إلى مكة فحاصر ابن الزبير ونصبوا المنجنيق على الكعبة، فوهت أركانها ثم احترقت، وفي أثناء ذلك ورد الخبر بموت يزيد). ونحوه في الإصابة: 6 ص 232 وفي نهاية ابن كثير: 8 / 239 - 241: (قالوا: وقد بلغ يزيد أن ابن الزبير يقول في خطبته: يزيد القرود، شارب الخمور، تارك الصلوات، منعكف على القينات...
ثم أباح مسلم بن عقبة، الذي يقول فيه السلف مسرف بن عقبة - قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله - المدينة ثلاث أيام كما أمره يزيد لا جزاه الله خيرا، وقتل خلقا من أشرافها وقرائها وانتهب أموالا كثيرة منها، ووقع شر عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد. فكان ممن قتل بين يديه صبرا معقل بن سنان، وقد كان صديقه قبل ذلك، ولكن أسمعه في يزيد كلاما غليظا فنقم عليه بسببه)!
وقال الحافظ ابن عقيل في النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص 62:
(نقل أبو جعفر الطبري في تاريخه، وابن الأثير في الكامل، والبيهقي في المحاسن والمساوي، وغيرهم أن معاوية قال: ليزيد إن لك من أهل المدينة ليوما، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة (هو الذي سمي مسرفا ومجرما) فإنه رجل قد عرفت نصيحته. اه عرف معاوية أن مسلما لا دين له، فأمر يزيد أن يرمي به أهل المدينة، وقد فعل يزيد ما أمره به أبوه، وفعل مسلم بأهل المدينة ما أريد منه، حيث قال له يزيد: يا مسلم لا تردن