وتسميتها من حمل المصدر على الذات، والروايات في عظمة هذه الشجرة وأنها الأولى في الجنة والأكبر، كثيرة في مصادرنا ومصادر غيرنا، ونحن في غنى عن بحث دلالتها وسندها.
ولشجرة طوبى ميزات منها أن جذعها في بيت النبي صلى الله عليه وآله، وأن الله تعالى غرسها بيده، كناية عن أن ملائكة الله بمن فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، لا يصلون إلى مستوى غرسها!
إن فقه الحديث يكمن في فهم كلماته فتأملوا فيها: تربة شجرة طوبى ومغرسها في بيت الشخص الأول في الوجود صلى الله عليه وآله. ويجري من تحتها ثلاث عيون: السلسبيل، والتسنيم، والمعين. وفي أملاك كل مؤمن غصن منها، هو أعز عليه من كل ما يملك في الجنة، لأنه مميز بثماره، وطيوره، وأنغام حفيف أوراقه، والثياب التي تنبت عليه.. كل ذلك فوق ما تشتهي الأنفس!
مر بي جبرئيل على شجرة طوبى وناولني من ثمرها، فأكلته فحول الله ذلك ماء إلى ظهري، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي!
هنا لابد من استعمال أدوات الفقاهة، فالفقيه هو الذي يفهم العلاقة بين البدن والروح بمستوى ابتدائي، وقد بحث الشيخ الرئيس ابن سينا، والخواجة نصير الدين الطوسي، وقطب الدين الشيرازي، والى حد ما الفخر الرازي، بحثوا هذه المسألة إلى الحد الابتدائي، في ماهية الارتباط بين الروح والجسد، والتأثير والتأثر، والعلاقة الجدلية بينهما.
إن خلق الزهراء عليها السلام من ثمر طوبى يفتح نافذة لفقهاء البشر والمفكرين في إنسانية الإنسان، ويطرح عليهم سؤالا: إذا أخذت نطفة بدن إنسان من ثمرة شجرة طوبى، فما هو البدن الذي يتكون من تلك النطفة؟ ثم ما هي تلكم