والنقطة الثانية: (ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة)! فمن مات على ولاية فاطمة عليها السلام صار قبره مهبطا للملائكة!
يا بنت رسول الله، أيتها الصديقة الطاهرة.. إلى أي مقام وصلت بحيث أن الذي يموت على ولايتك يصير قبره مزارا لملائكة الرحمة؟!
فكيف يكون نفس قبرك؟!!
بعد أن يموت الذي يتشرف بموالاتك ويدفن وينام في قبره، يطوف حوله ملائكة الرحمة، كما يطوف الفراش حول السراج! فمن هم الملائكة الذين يطوفون حول قبرك أنت، حيث حل جثمانك الطاهر؟!
أيها الفخر الرازي، أيها الزمخشري.. هل فهمتما ماذا قلتما وكتبتما عن فاطمة؟ هل فهمتما أن رحمة الله التي وسعت كل شئ لا تشمل من آذى فاطمة؟ وأن الذي يغضب فاطمة ولم يرتبط بولايتها بخيط ولاء، يخرج عن مفهوم الشيئية ويستحق أن يكتب على جبينه: منقطع عن الله، آيس من رحمة الله؟!
أيها الفخر الرازي، هل فهمت ما كتبت؟ كتبت أن الايمان وجودا وعدما.. هذه واحدة! وقلت إن الايمان كمالا ونقصا يرتبط بمحبة فاطمة الزهراء عليها السلام.. هل فهمت لوازم ما قلت وكتبت؟!
أنسيت أنك أنت قلت وصححت وأمضيت أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (من آذى فاطمة فقد آذاني.. وغضب فاطمة غضبي).
هنا أمام هذه الكلمات، أتكلم قليلا في بعض أبعاد هذا الحديث الشريف الذي أورده الفخر الرازي في تفسيره، ونسبه إلى النبي على نحو القطع بدون ترديد فقال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم...) فقصة هذا الحديث أنه ورد