لاحظوا أنه اعترف بأن (الآل) تشمل المتفق عليهم أنهم آل النبي صلى الله عليه وآله وهم من كان النبي أشد تعلقا بهم، وتشمل المختلف فيهم!
فلنسلك الدليل البرهاني لنرى نتيجة كلامه فبناء على تفسيره للآل بالمعنى اللغوي دون الاصطلاحي، وأنهم من الأول والرجوع، فإن أول وأولى من يرجع أمرهم إلى النبي صلى الله عليه وآله، الذين هم آله بلا ريب ولا خلاف بين المسلمين، هم أربعة: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أما البقية فهم محل اختلاف! هذه مسألة.
والأخرى أن الفخر الرازي قال في تفسير القربى الذين جعل الله أجر تبليغ الرسالة مودتهم (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، قال: (لاشك أن النبي (ص) كان يحب فاطمة، قال: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها).
ثم وصل الرازي إلى مستوى أعلى وهو أن الله تعالى أوجب الصلاة عليهم في الصلاة وقال: (وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل). انتهى.
فاعترف بأن المتيقن من الذين أمرنا الله تعالى بالصلاة عليهم هم: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وسؤالنا: ما بالهم يتركون المتيقن المتفق عليه إلى المشكوك المختلف فيه؟!
لا يتسع المجال لكشف أسلوب الفخر الرازي ومغالطاته في الأحاديث التي أوردها الزمخشري وأثبتها هو، ثم ظلمها ولم يشرحها، ولعله لم يفقهها! فإن كل واحد منها يحتاج إلى بحث علمي مفصل!
ونكتفي بالإشارة إلى اعترافه فيما يتعلق بالصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام فقد اعترف أنها القدر المتيقن من الآل، وممن تجب مودتهم أجرا للنبي صلى الله عليه وآله على تبليغ الرسالة!