والنتيجة أن فاطمة القدر المتيقن من الذين أوجب الله تعالى على كل مسلم في شرق الأرض وغربها أن يصلي عليهم مع رسوله في صلاته!
كما نشير إلى نقطتين من حديث: من مات على حب آل محمد صلى الله عليه وآله.
أولاهما، أنه حديث متكامل بالإثبات والنفي معا: ومن مات على بغض آل محمد صلى الله عليه وآله.. الخ! وهذا منسجم مع بناء الله تعالى لنظام الكون على نظام النفي والإثبات، فهذه الكهرباء التي تضئ المسجد تتولد من ضم السالب إلى الموجب، هذا في الماديات وإنتاجها، وهو النظام الحاكم في إنتاج أكبر الأنوار المعنوية العليا، فشهادة (لا إله إلا الله) التي تنتج نور التوحيد وهو أشرف الأنوار، تتكون من نفي وإثبات.. ف (لا إله) هي النفي و (إلا الله) هي الإثبات.
ولاحظوا بقية الأسرار العظيمة في الأحاديث التي أوردها الزمخشري والرازي في مقام أهل البيت عليهم السلام! فالمهم كما أكدنا هو دراية الحديث وليس روايته. فمن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان.. وقد فرغنا من البحث الصغروي وعرفنا أن القدر المتيقن من الآل هم فاطمة وعلي والحسن والحسين، وموضوعنا الآن في الكبرى في أن من مات على حب فاطمة عليها السلام فقد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ومعنى هذا الشرط كمال الوجود.
والمهم هنا فهم النفي الذي روياه: وهو أن (من مات على بغض آل محمد مات كافرا) نعم، كافرا! ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله مات مؤمنا غير مستكمل الإيمان! فالقضية هنا ليست في وجود الإيمان في الجميع واستكماله في محب آل محمد، بل في نفي وجود الإيمان فيمن أبغضهم، وأن من يموت مبغضا لهم لا إيمان له، بل يحشر يوم القيامة مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله!