تسويته غير مناسبة لها، فهي لا تحل إلا في بدن تمت تسويته في أحسن تقويم: والتين والزيتون وطور سينين. لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم (سورة التين: 1 - 4) وما دام بدن الإنسان العادي مخلوقا في أحسن تقويم، فكيف بالبدن الذي لم يؤخذ أصله من عالم الملك، بل أخذ من عالم الملكوت الذي هو فوق عالم الظلمات، كبدن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام؟! وكيف ستكون النفس التي تناسبه وتحل فيه؟!!
هذا هو الفقه الذي لم يفهمه الطبراني ولا السيوطي ولا الفخر الرازي، ولا كل من روى منهم وكتب حديث خلق فاطمة من ثمار شجرة طوبى!
إن شجرة طوبى شجرة وحيدة متفردة، وقد شاء الله تعالى أن يجعل تكوين بنت أفضل أنبيائه صلى الله عليه وآله وأم خير أوصيائه عليهم السلام من أعلى ثمارها!
فما هي الروح المتناسبة مع هذا البدن التي اختارها الله لفاطمة عليها السلام؟!!
إنها من أسرار الله تعالى التي لا نستطيع أن نفهمها، لكنا نفهم منها لماذا علمنا النبي وأهل بيته أن ندعو الله تعالى فنقول: (اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها، وبعلها وبنيها، والسر المستودع فيها)!!
نعم إن قضية الزهراء عليها السلام بهذا المستوى من العظمة والأهمية، غاية الأمر أن كل إنسان يفهم منها بقدر عقله وفكره (إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها)! فبعضهم يفهم من شخصية الزهراء عليها السلام أنها أم نموذجية! فمعرفته لها على قدر عقله! وبعضهم يفهم أنها زوجة مثالية، وهذا أيضا قدر عقله وشعوره! وبعضهم حد فهمه أن يرى فيها قدوة لنساء العالم، وهذا أيضا حد فهمه!
لكن قضيتها عليها السلام أعظم من كل ذلك، فعندما نبحث عن أسرار الله المودعة في الروح الفريدة للزهراء عليها السلام، ذات التكوين البدني الفريد، نصل إلى أن روحها