فقد روى السيوطي ذلك في الدر المنثور، والطبراني في معجمه، والثعلبي في تفسيره، وغيرهم من كبار علماء السنة ومحدثيهم.
وفي رواية الطبراني تعبيرات عجيبة عن تلك الشجرة: عن عائشة قالت قال رسول صلى الله عليه وآله: لما أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة، فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها، ولا أبيض ورقا، ولا أطيب ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها، فصارت نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة). (الدر المنثور: 4 / 153. ونحوه في أمالي الصدوق ص 546) نعم رووا ذلك، لكن هل فهموا فقه ما رووه؟!
أما الإمام الصادق عليه السلام فيقول: حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه. ولا يعد الرجل فقيها حتى يفقه مقاصد الكلام ودقائقه! (2) لاحظوا أن جبرئيل عليه السلام أخذ النبي صلى الله عليه وآله وهو الشخص الأول في العالم، إلى الشجرة الأولى في الجنة، في أرفع ملك الله تعالى، وإنما كان ذلك بجاذبية الملك والملكوت؟! ثم قطف له من أفضل ثمارها فكان ذلك الثمر نطفة الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام لتكون آية لله تعالى في الأرض فريدة في تكوينها وشخصيتها وذريتها؟!
تأملوا في قول الله تعالى: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. (سورة الحجر: 29)، فلابد من فهم هاتين الكلمتين: تسوية الجسد، ثم نفخ الروح، فهما تدلان على إعداد خاص للجسد، وعلى تناسب خاص ضروري بينه وبين الروح، فنفس الإنسان لا يمكن أن تحل في بدن حيوان مثلا، لماذا؟ لأن