نور فاطمة قبل أن تخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟ فقال صلى الله عليه وآله: فاطمة حوراء إنسية. قال: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم، إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم! قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها؟ قال: التسبيح والتهليل والتحميد). (معاني الأخبار للصدوق ص 396) (3) كانت في حقة تحت ساق العرش.. كالجوهر الذي يحفظونه في علبة في صندوق ثمين، مكانها عند قوائم عرش الرحمن! أما طعام روح فاطمة قبل أن تحل في هذا البدن الفريد أيضا فكان التسبيح والتهليل والتحميد، وذلك بعد التقديس!
فأول طعامها التسبيح وبهذه نعرف العلاقة بين الزهراء عليها السلام وبين تسبيح الزهراء الذي سماه النبي صلى الله عليه وآله باسمها والذي كانت تتغذى به وتداوم عليه في ذلك العالم!
إن المهم كما أكدنا دائما هو الدراية، وليس مجرد الرواية!
نحن نتعجب عندما نعرف أن سبب نزول سورة طه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ من حبه لربه واستغراقه في عبادته أنه كان يقف في محرابه يصلي حتى تورمت قدماه، فأنزل الله عليه سورة (طه) يحدثه فيها ويطمئنه ويطلب منه أن يخفف عن نفسه!
(طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى. الرحمن على العرش استوى. له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى. وهل أتاك حديث موسى). (سورة طه: 1 - 9)