إن مجرد تسجيل اسم أحدكم في سجل صاحب الزمان صلوات الله عليه، مقام وشرف لا تعدله ثروة ولا سلطة، بل لا تعدل حتى غباره!
فعلى الواحد منكم أن يعرف ماذا عليه أن يفعل. وقد أطلنا اليوم في هذا الموضوع، لأن التذكير به ضروري.
يعرف الإمام عليه السلام بأمرين: العلم، وإجابة الدعوة. فدعوة حجة الله في أرضه مستجابة لا ترد ولا تبدل، وقد قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: (رحم الله عبدا أحيا أمرنا). رحم الله.. بصيغة الماضي، ولم يقل يرحم الله من أحيا أمرنا! فالنسبة قسمان: نسبة تقديرية هي مدلول هيئة المضارع، ونسبة تحقيقية وهي مدلول هيئة الماضي، وقد أكدها الإمام بأن جاء بها بصورة الإخبار، ثم بصيغة الدعاء، ودعاء المعصوم لا يرد!
يقول أبو الصلت رحمه الله: فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟
قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
(العيون: 2 / 275) هذا هو إحياء أمرهم عليهم السلام فأمرهم أمر الله تعالى والمتعلم علوم أهل البيت عليهم السلام ومعلمها للناس محي لأمر الله. فهل يتصور أحدنا أن يحصل على مقام أعلى من هذا المقام، مقرونا بذلك الدعاء من حجة الله عليه السلام؟!
كما ينبغي أن تعرفوا أن التبليغ المؤثر في الناس لعلوم أهل البيت عليهم السلام في شهر رمضان وغيره، إنما هو أمران: القرآن والحديث.
والسر في ذلك أن نص القرآن ذو روح، ونص الحديث نص له روح، وحتى ترجمة القرآن والحديث ليس فيها تلك الروح!
جربوا واقرؤوا على الناس أصل القرآن وأصل الحديث، واقرؤوا ترجمتهما،