ضعفاء الشيعة هؤلاء. ومن الطبيعي أن يكون في السفر مشقة، خاصة في شهر رمضان.
أين نذهب، ماذا نعمل، ماذا يحدث؟ هذه الأفكار موجودة..
ولكن توجد كلمة واحدة تسهل الأمر، وهي أن هذا السفر ليس سفر تجارة وكسب، بل هو سفر عمل لهداية الناس.. وما دام كذلك فلا بد أن نعرف ما هو عمل الهداية؟
لو أنكم أدركتم ماهية هذا السفر لانحلت كل المشكلات، فما معنى هداية الناس التي نسافر من أجلها؟ وهذا المجلس والحمد لله ليس مجلس عوام نتحدث إليهم. والهداية أول واجبات مقام الإمامة، تلك الإمامة التي بحثنا في جلسة سابقة مقامها الرفيع، قال الله تعالى: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين (سورة الأنبياء: 73) فعمل كل واحد منكم في هذا السفر هو عمل إبراهيم الخليل عليه السلام، هو عمل أمير المؤمنين عليه السلام، عمل الإمام الحسين عليه السلام.. هذه عظمة هذا العمل.
إنه لا كلام أعلى من كلام أئمة الدين صلوات الله عليهم، فأرجو أن تقرروا جميعا بدون استثناء من هذا اليوم أن يقرأ الواحد منكم كل يوم صفحة من أول كتاب البحار. إن هذه الجهود التي بذلها أساطين العلم من أجلكم، أمثال الشيخ الأنصاري والآخوند وآقا ضيا والأصفهاني أعلى الله مقامهم، والأفكار التي طرحوها إنما هي مقدمة لتصيروا أهل فكر واجتهاد، وتستعملوا ذلك في فهم الآيات والأحاديث، فاقرؤوا صفحة من البحار بتلك الحصيلة العلمية التي استفدتموها من درسكم في الحوزة، وتأملوا في دقائقها، وواصلوا هذا البرنامج في حياتكم.