وإدراكهم، ويقولون للناس هذا علي بن أبي طالب!
وجدتك.. وأي فم من البشر يجرؤ أن يقول لذات الحق: (وجدتك)؟!
أنتم قضيتم عمرا في الدرس والبحث، وقرأتم باب اللقطة. وإن الضائع على الفطرة هو الله تعالى، فأعماق فكر الإنسان وعقله تبحث عنه لتجده وتعرفه، فمن الذي وجده بحيث يستطيع أن يقول: (أنا وجدتك؟!) من ذلك الإنسان الذي يقول لله هذا الكلام، ويخاطبه بكاف الخطاب: (وجدتك)!
وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك.. وبهذا نفهم كلمة الإمام الهادي عليه السلام في وصف جده أمير المؤمنين عليه السلام: (أنت أحسن الخلق عبادة!) ثم نصل إلى ثمرة هذا النوع الفريد من العبادة، ما هي؟
هي أن أمير المؤمنين عليه السلام صار مصداق الحديث القدسي: (عبدي أطعني أجعلك مثلي أقول للشئ كن فيكون، وتقول للشئ كن فيكون!) (4) وصار المثل الأعلى لله تعالى: (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم) (سورة النحل: 60) وقد أخبرنا الله تعالى أن هذا المثل موجود في الأرض! (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.) (سورة الروم: 27) وصار من حق علي عليه السلام أن يقول: أنا ذلك المثل الأعلى لله تعالى!
* * التعليقات (1) نورد هذه الزيارة الشريفة كاملة، لكثرة فوائدها، من كتاب المزار لمحمد بن المشهدي قدس سره، قال في ص 263: (زيارة أخرى لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، مختصة بيوم الغدير:
أخبرني بهذه الزيارة الشريفة العالم أبو جعفر محمد المعروف بابن الحمد النحوي،