كذب: من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب، ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية، ولكنه رأى جبرئيل عليه السلام في صورته مرتين.. انتهى.
ولا يبعد أن يكون أصل تعبير (الفرية على الله) نبويا، فقد روى أحمد شبيها له في مسنده ج 3 ص 491 عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أعظم الفرية ثلاث... إلخ.
كما لا يبعد أن يكون في أصله وصفا لليهود، فقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد ج 4 ص 122 أن عبد الله بن رواحة قاله ليهود خيبر: (فلما طاف في نخلهم فنظر إليه قال: والله ما أعلم من خلق الله أحدا أعظم فرية عند الله وعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم منكم). انتهى.
وأوضح من ذلك الرواية التالية التي تدل على أن اليهود منبع (الفرى) على الله تعالى! فقد روى المجلسي في بحار الأنوار ج 36 ص 194:
عن ابن عباس، أنه حضر مجلس عمر بن الخطاب يوما وعنده كعب الحبر، إذ قال (عمر):
يا كعب، أحافظ أنت للتوراة؟
قال كعب: إني لأحفظ منها كثيرا.
فقال رجل من جنبة المجلس: يا أمير المؤمنين سله أين كان الله جل ثناؤه قبل أن يخلق عرشه، ومم خلق الماء الذي جعل عليه عرشه؟