3) فقد تبين ولله الحمد، أن عمدتهم على قدم العالم إنما تدل على نقيض قولهم وهو حدوث كل ما سوى الله، ولله الحمد والمنة [6 - 366].
4) فقد سلم لهم ما ادعواه من قدم العالم كالأفلاك وجنس المولدات ومواد العناصر وضلوا ضلالا عظيما، خالفوا به صرائح العقول وكذبوا به كل رسول فإن الرسل مطبقون على أن كل ما سوى الله محدث مخلوق كائن بعد أن لم يكن ليس مع الله شئ قديم بقدمه، وأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام [9 - 281].
5) ثم يقال لهؤلاء إن كنتم تقولون بقدم السماوات والأرض ودوامها فهذا كفر وهو قول بقدم العالم وإنكار انفطار السماوات والأرض وانشقاقهما، وإن كنتم تقولون بحدوثهما، فكيف كان قبل خلقهما هل كان منتشرا متفرقا معدوما ثم لما خلقهما صار موجودا مجتمعا، هل يقول هذا عاقل [2 - 188].
6) وكان ما علم بالشرع مع صريح العقل أيضا راد لما يقوله الفلاسفة الدهرية من قدم شئ من العالم مع الله، بل القول بقدم العالم قول اتفق جماهير العقلاء على بطلانه، فليس أهل الملة وحدهم تبطله بل أهل الملل كلهم وجمهور من سواهم من المجوس وأصناف المشركين، مشركي العرب ومشركي الهند وغيرهم من الأمم وجماهير أساطين الفلاسفة كلهم معترفون بأن هذا العالم محدث [5 - 565].
7) وبين أن قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأنه صادر عن موجب بالذات متولد عن العقول والنفوس الذين يعبدون الكواكب العلوية ويصنعون لها التماثيل السفلية كأرسطو وأتباعه أعظم كفرا وضلالا من مشركي العرب