ورود ثم في حالة عطفها جملة على جملة، فهي للمهلة الرتبية معروف ومشهور في القرآن الكريم ولغة العرب، والله سبحانه يقول: (ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أبعث حيا أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا، فوربك لنحشرنهم والشياطين، ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا، ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا).
فهل يقال إن الله لم يعلم بالذين أولى بها صليا إلا بعد ما وقع مما ذكره من إنكار الكفار دخول النار؟ لا والله، وإنما ذلك للمهلة الرتبية، فثم هنا، دالة على المهلة الرتبية، وليست دالة على المهلة الزمنية.
ونحو هذا قوله سبحانه وتعالى (ثم ننجي الذين اتقوا)، وكذلك قول الحق تبارك وتعالى: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) فهذه الآية تدل على أن قول الله سبحانه وتعالى للملائكة متأخر على خلقه وتصويره إن حملت فيه ثم على المهلة الزمنية، وذلك يتنافى مع قوله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة إني خالق بشرا من طين، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) وإنما يجمع ما بين الآيتين إن، ثم في قوله (ولقد خلقناكم ثم صورناكم) للمهلة الرتبة وليست للمهلة الزمنية.
وكذلك يقال في قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) والأدلة واضحة جلية في أن الاستواء هنا بمعنى الاستيلاء والقهر، وليس بمعنى القعود.
والأدلة العقلية والنقلية دالة على ذلك من استحالة أن الله سبحانه وتعالى متحيزا (كذا) إذ لو كان الله عز وجل متحيزا للزم أن يكون محدودا، وإذا