فإن هذا في التوراة كثير جدا، وليس لأمة كثيرة عظيمة منتشرة في مشارق الأرض ومغاربها غرض في أن تكذب من تعظمه غاية التعظيم بما يقدح فيه وتبين فساد أقواله، ولكن لهم غرض في أن يكذبوا كذبا يقيمون به رياستهم وبقاء شرعهم والقدح فيما جاء به من ينسخ شيئا منهم. كما لهم غرض في الطعن على عيسى بن مريم وعلى محمد صلى الله عليهما وسلم. فإذا قالوا:
ما هو جنس القدح في عيسى ومحمد كان تواطؤهم على الكذب فيه ممكنا، فأما إذا قالوا: ما هو من جنس القدح في موسى فيمتنع تواطؤهم على ذلك في العادة، مع علمهم بأنه يقدح في موسى!! انتهى.
وواقع اليهود يفضح ابن تيمية:
قال الباحث الدكتور الشلبي في كتابه مقارنة الأديان ج 1 ص 267:
يروي التلمود: أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل، ومما يرويه التلمود على لسان الله قوله: تب لي لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي. وليست العصمة من صفات الله في رأي التلمود، لأنه غضب مرة على بني إسرائيل فاستولى عليه الطيش، فحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية، ولكنه ندم على ذلك بعد أن هدأ غضبه، ولم ينفذ قسمه، لأنه عرف أنه فعل فعلا ضد العدالة. ويقرر التلمود: أن الله هو مصدر الشر كما أنه مصدر الخير...
وقال الدكتور الشلبي في ص 192 تحت عنوان: اليهود والألوهية عموما:
على أن مسألة الألوهية كلها، سواء اتجهت للوحدانية أو للتعدد، لم تكن عميقة الجذور في نفوس بني إسرائيل، فقد كانت المادية والتطلع إلى أسلوب نفعي في الحياة من أكثر ما يشغلهم، وإذا تخطينا عدة قرون فإننا نجد الفكر