(3) الإمامة الإمامة في علم الكلام:
وانصب أكثر اهتمام علماء الكلام من الفرق المختلفة بموضوع " الإمامة "، لأن " الإمامة " كما عرفت في كتب الشيعة والسنة: " نيابة عن النبي في أمور الدين والدنيا " ولأن النبي صلى الله عليه وآله قال - في الحديث المتفق عليه - " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " فتكون الشؤون الدينية والدنيوية منوطة كلها بالإمام، وتكون معرفته ثم طاعته واجبة في جميع المجالات.
أما الشيعة فالإمامة عندهم - للحديث المذكور وغيره من الأدلة النقلية والعقلية - من أصول الدين، فيشملها موضوع علم الكلام... وأما السنة فإنهم - وإن اضطربوا وتذبذبوا - بحثوا عنها في هذا العلم بالتفصيل.
وعلى كل حال فقد أصبح موضوع الإمامة يشكل أحد الأبواب الواسعة في الكتب الكلامية، ولا يزال يشغل بال جل علماء الكلام، حتى ألفوا فيه كتبا مفردة لا تحصى...
الإمام بعد النبي؟
واختلف المسلمون في هذه المسألة، فقيل: الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو " علي بن أبي طالب "... للنصوص الكثيرة الدالة على ذلك، المتفق عليها بين المسلمين... قد عرف القائلون بهذا القول ب " الشيعة ".