الأكرم، وعدم انقطاع نسله إلى يوم القيامة، وفي وصف النبي، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب. والعبادة في ليلة القدر تكون منشأ للفيوضات الإلهية، والكمالات الربانية والفيوضات القدسية، والبركات السماوية، كذلك التوسل بفاطمة الزهراء فهي منشأ البركات والخيرات. ونزل القرآن الكريم وهو النور والفرقان والبيان والتبيان في ليلة القدر، فليلة القدر نزول النور الإلهي، وفاطمة الزهراء (عليها السلام) هي نور الله، وهي الكوكب الدري، كما جاء ذلك في تفسير آية النور في قوله تعالى: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في رجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور والله يهدي لنوره من يشاء) * (1). عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن - الإمام الكاظم (عليه السلام) - عن قول الله عز وجل * (كمشكاة فيها مصباح) *، قال: المشكاة فاطمة والمصباح الحسن والحسين. * (كأنها كوكب دري) * قال: كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين. * (يوقد من شجرة مباركة) *، الشجرة المباركة إبراهيم * (لا شرقية ولا غربية) *، لا يهودية ولا نصرانية، * (يكاد زيتها يضئ) * قال: يكاد العلم أن ينطق * (ولو لم تمسسه نار نور على نور) *، قال: يهدي الله عز وجل لولايتنا من يشاء (2).
عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها: اعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله جل جلاله، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت، فلما دخل أبي الجنة أوحى الله إليه إلهاما أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك، ففعل، فأودعني الله سبحانه صلب أبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني، وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى (3). وما أروع ما يقوله الشاعر: