نفس رسول الله صلى الله عليه وآله يوم المباهلة، وساعده المساعد يوم المصاولة، وخطيبه المصقع يوم المقاولة، وخليفته في مهاده وموضع سره في إصداره وإيراده، وملين عرائك أضداده وأبو أولاده، وواسطة قلادة الفتوة ونقطة دائرة المروة وملتقى شرفي الأبوة والبنوة، وحائز ميراث علم النبوة، وسيف الله المسلول وجواد الخلق المأمول، ليث الغابة وأقضى الصحابة، والحصن الحصين والخليفة الأمين، أعلم من فوق رقعة الغبراء وتحت أديم السماء، المستأنس بالمناجاة في ظلمة الليلة الليلاء:
هذي المكارم لأقعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا راقع مدرعته والدنيا بأسرها قائمة بين يديه حتى استحى من راقعها، منزه نفسه النفيسة عن الدنيا الدنية ومصارعها، ومنبطها بلجام تقواه عن مطامعها، وفاطمها بتهجدها عن وثير مضاجعها، أخو رسول الله وابن عمه وكاشف كربه وغمه ومساهمه في طمه ورمه، وبعضه بعض الرسول وولده ولد الرسول، هو من رسول الله صلى الله عليه وآله دمه دمه ولحمه لحمه وعظمه عظمه وعلمه علمه وسلمه سلمه وحربه حربه وفرعه فرعه ونبعه نبعه ونجره نجره وفخره فخره وجده جده، وأنهار الفضائل في الدنيا من بحور فضائلة، ورياض التوحيد والعدل في بساطين خطبه ورسائله كبش أهل العراق والشام والحجاز، وشجا حلوق الأبطال عند البراز، وابن عم المصطفى وشقيق النبي المجتبى، ليث الشرى وغيث الورى، حتف العدى مفتاح الندى، قطب رحى الهدى مصباح الدجى، جوهر النهى بحر المنى، مسعر الوغا قطاع الطلا، شمس الضحى أبو القرى في أم القرى، المبشر بأعظم البشرى، مطلق الدنيا مؤثر الأخرى على الأولى، رب الحجى بعيد المدى، ممتطي صهوة العلى مسند الفتوى مثوى التقى، نديد هارون من موسى، مولى كل من كان