أولياءهم على مر الليالي والأيام فورثناها منهم، وثابرنا عليها عملا بما هو المأثور عنهم، فكيف والحال هذه - تنكرونها علينا، وتقولون فيها ما تقولون؟
والله يعلم أنها ليست كما تظنون.
دع بكاء الأنبياء والأوصياء، ودع عنك ما كان من ملائكة السماء، وقل لي هل جهلت نوح الجن في طبقاتها (1)، ورثاء الطير في وكناتها (2)، وبكاء الوحش في فلواتها (3)، ورسيس حيتان البحر في غمراتها (4)؟ وهل نسيت الشمس وكسوفها، والنجوم وخسوفها، والأرض وزلزالها (5)، وتلك الفجائع وأهوالها؟ أم هل ذهلت عن الأحجار ودمائها، والأشجار وبكائها، والآفاق وغبرتها، والسماء وحمرتها، وقارورة أم سلمة وحصياتها (6) وتلك الساعة وآياتها؟