خلقه ولا اختلفت الأمة في شيء ولا جحد المفضول ذا الفضل فضله وقد ساقنا وهؤلاء القوم الأقدار فنحن بمرأى من ربنا ومسمع فلو شاء الله عجل النقمة وكان منه التغيير حتى يكذب الظالم ويعلم الحق أين مصيره ولكنه جعل الدنيا دار الأعمال وجعل الآخرة دار القرار (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)، ألا وإنكم لاقو القوم غدا فأطيلوا الليلة القوم وأكثروا تلاوة القرآن واسألوا الله النصر والصبر وألقوهم بالجد والحزم وكونوا صادقين فقام القوم يصلحون سلاحهم فمر بهم كعب بن جعيل فقال:
(أصبحت الأمة في أمر عجب * والملك مجموع غدا لمن يغلب) (فقلت قولا صادقا غير كذب * إن غدا تهلك أعلام العرب) وعبأ علي الناس ليلته حتى الصباح وزحف بالناس وخرج إليه معاوية في أهل الشام فسأل علي عن القبائل من أهل الشام فعرف مواقفهم قال للأزد اكفونا الأزد وقال لخثعم اكفونا خثعم وأمر كل قبيلة أن تكفيه أختها من الشام إلا أن تكون قبيلة ليس منها بالشام أحد فيصرفها إلى قبيلة أخرى من الشام ليس بالعراق منهم أحد مثل بجيلة لم يكن بالشام منهم إلا القليل صرفهم إلى لخم.
فتناهض الناس يوم الأربعاء فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انصرفوا عند المساء وكل غير غالب، فلما كان يوم الخميس صلى علي بغلس وخرج بالناس إلى أهل الشام فزحف إليهم وزحفوا معه، وكان علي ميمنة علي عبد الله